كتبت شروق ياسر سلطان مقالاً سلطت فيه الضوء على قضية تثير الجدل بشأن الفوقية الذكورية المدّعاة التي تتمثل في اعتقاد بعض الرجال أنهم يمتلكون معرفة تفوق النساء عن طبيعة المرأة وحياتها وفطرتها.
وقد أشادت الكاتبة بوعي المرأة في مواجهة هذه الأفكار النمطية، مؤكدة أن المرأة هي الأكثر دراية بنفسها مقارنة بأي شخص آخر، وأن ادعاءات بعض الرجال بمعرفة “ما يناسب المرأة” تُظهر تضخم الأنا لديهم وقصور فهمهم الحقيقي.
وأوضحت الكاتبة أن هؤلاء الرجال ليسوا فقط يتوهمون فهمهم للطبيعة النسائية، بل يسعون لإرشاد النساء عن كيفية التعامل مع ما يعتبرونه “فطرتهم”، وهو ما يتعارض مع مفهوم الاحترام الحقيقي للفرد واستقلاليته.
وأشارت سلطان إلى ظاهرة “mansplaining”، حيث يقوم الرجل بشرح أمور للمرأة تبدو وكأنه موجه لها بأسلوب إرشادي، حتى وإن كانت المرأة أكثر علماً أو خبرة منه في تلك المجالات أو الأمور الخاصة بها.
وثمّنت الكاتبة موقف النساء اللاتي يرفضن هذه النظرة الفوقية التي يروج لها بعض الذكور، وشددت على أهمية تحدي التصورات النمطية التي لا أساس لها من الصحة والتي تستند إلى افتراضات واهية عن الجنسين.
وأضافت شروق ياسر أن المعرفة لا تكفي الإنسان ليعلم عن الآخر أكثر مما يعرفه هذا الآخر عن نفسه، مشيرة إلى أن كون المرء جزءاً من مجموعة اجتماعية معينة يمنحه الفهم الأعمق عن تلك المجموعة، وأن الرجل لا يمكنه أن يعرف عن المرأة أكثر مما تعرفه هي عن نفسها.
واختتمت الكاتبة مقالها بتوجيه رسالة إلى كل الرجال الذين يناقشون “فطرة المرأة” وكأنهم خبراء في الأمر، قائلة إنه لا يسعهم أن يعرفوا ما يناسب المرأة إلا إذا عاشوا ذات تجربتها، مؤكدة على التنوع الكبير بين النساء واستحالة اختزالهن في إطار واحد أو رؤية نمطية.
المقال يأتي كدعوة للتفكير في أهمية احترام الفروقات الفردية والدوافع الإنسانية التي تشكّل هوية كل شخص بعيداً عن التصنيفات الاجتماعية أو الجندرية.
