أشاد العديد من الجمهور والنقاد بمسرحية «الأرتيست»، التي تستعرض حياة الفنانة المصرية الشهيرة زينات صدقي بأسلوب درامي يمتزج بالإبداع والتأثير. المسرحية تعالج موضوعات مهمة مثل الصراع بين الفن وتقاليد المجتمع، وبين الشغف الشخصي وتوقعات الأسرة، من خلال أحداث مستوحاة من حياة زينات الحقيقية.
وأوضحت المسرحية في سردها أن زينات صدقي، التي اشتهرت بأعمالها الكوميدية، عانت من صراعات اجتماعية وشخصية، حيث يبدأ العرض معها في مرحلة متقدمة من عمرها، بعد أن تقاعدت وأصبحت معروفة بلقب “عمة زينات”. خلال حبكة درامية محفزة، تُظهر الأحداث استعداد زينات لحضور يوم الفنون لعام 1974 الذي دُعيت إليه لتكريمها من قبل الرئيس أنور السادات، وسط صراعات شخصية مثل البحث عن فستان مناسب وسط ظروفها المالية الصعبة.
وأشار النص إلى الأزمات التي واجهتها زينات في شبابها، بدءًا من رفض والدها لحياتها الفنية ومحاولة شقيقها الدفاع عنها، وصولًا إلى زواجها المرتب وهروبها لتحقيق حلمها في التمثيل. كما أبرزت المسرحية شخصية الخياط الأوروبي خوجة فاسيلي، الذي يمثل نموذجاً للإصرار على الالتزام بمعايير الفن والشغف، مشيراً بذلك إلى التضحيات التي قدمتها زينات لتعزيز مسيرتها الفنية.
وثمن فريق العمل الجهود المبذولة في تقديم صورة واقعية تُظهر مشكلات الحياة التي واجهتها زينات، بما في ذلك التحديات مع شقيقها وأثناء تربية أبناء عائلتها. وقد جسدت المسرحية صراع الحاضر والماضي بطريقة أصيلة تمكّنت من لمس قلوب الجمهور.
وأضافت المسرحية لمسة إنسانية عبر تسليط الضوء على مسيرة زينات الطويلة كواحدة من أبرز فناني مصر، والتي بدأت رحلتها في السينما عام 1937 واستمرت في تقديم الأدوار حتى عام 1975، مؤكدة على شغفها بفنها الذي لم يتراجع رغم العقبات والضغوط الأسرية والاجتماعية.
واختتم العرض برسالة قوية حول قيمة الفن والإخلاص له، حيث تظهر زينات وهي تحضر يوم الفنون بثقة رغم بساطة ملابسها، مجسدةً بذلك أن قيمتها الحقيقية تنبع من شخصيتها المتميزة وفنها الراسخ.
مسرحية «الأرتيست»، من بطولة هايدي عبد الخالق وأحمد عبدالحليم وفاطمة عادل، نجحت في تقديم تجربة مسرحية فريدة من نوعها تستحق التقدير والثناء.


