في سياق البحث عن الحرية بمعناها الأعمق، أشادت النساء حول العالم بدور الفن كوسيلة للتحرر والإبداع، حيث يمثل مساحة للتعبير عن الذات والهروب من قيود الواقع. ويثير الفن تساؤلات هامة حول قدرته على تحرير النساء من القيود الاجتماعية والنفسية المفروضة.
وأوضحت الكاتبة أن الفن ليس مجرد لوحة معلقة أو لحن عذب، بل هو وسيلة تدفع النساء إلى إثبات وجودهن، وإعلان أصواتهن، والكشف عن حقائقهن. من خلاله، تتحدى النساء القوالب النمطية وقيود المجتمع، وتجدن المنبر لطرح أسئلتهن الوجودية، مثل: “من أنا؟” و”هل أنا أعيش الحياة التي أريدها؟”.
وأشارت الكاتبة إلى أمثلة نسائية عالمية سطع فيها الفن كأداة للتحرر. فعلى سبيل المثال، فريدا كاهلو، التي لم تكن مجرد رسامة، بل امرأة جسدت معاناتها الجسدية والنفسية في لوحات انسكبت فيها دموعها وآلامها، لتشير من خلالها إلى قوة الروح والعزيمة. كما تناولت الكاتبة مايا أنجيلو، التي استخدمت الشعر كوسيلة لخوض الصراع من أجل الكرامة والتحرر من قيود الصمت المجتمعي، إذ استطاعت كلماتها إلهام الكثيرات ليواجهن الظلم والألم دون تزييف.
وثمنت الكاتبة الأبعاد العميقة للفن، حيث يمنح النساء المساحة ليصبحن قويات وضعيفات في آن واحد. وأكدت أن الفن ليس مجرد تعبير بصري أو صوتي، بل هو فعل وجودي يعكس حياة المرأة وصراعاتها وحريتها.
وأضافت الكاتبة أن التحرر بالنسبة للمرأة لا يتحقق فقط عن طريق الفن، بل من خلال نضالها على عدة مستويات. التعليم، الاستقلال المادي، الوصول إلى العدالة، والدعم الاجتماعي هي كلها ركائز أساسية تجعل المرأة قادرة على العيش بحرية وكرامة.
واختتمت الكاتبة بطرح تساؤل فلسفي عميق: “هل يمكن للفن أن يحرر النساء؟” مؤكدة أن الإجابة ليست حتمية، حيث أن التحرر الحقيقي هو عملية مستمرة ومتعددة الأوجه. وأوضحت أن المرأة ليست فقط المستفيد من الفن، بل هي صانعة الفن الحقيقي، هي من تمنحه روحه ومعناه الأعمق. الفن لا يحرر النساء فقط، بل النساء هن من يحررن الفن نفسه، مما يجعل وجود المرأة هو الفن الحقيقي في حد ذاته.


