في اليوم العالمي لمحو الأمية.. مصر تؤكد التزامها ببناء إنسان قادر على مواكبة العصر الرقمي

2 دقيقة للقراءة

في الثامن من سبتمبر من كل عام، يقف العالم ليجدد التزامه بحق الإنسان في التعلم، وتخليدًا لهذه المناسبة العالمية، تحتفل الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار هذا العام تحت شعار: “تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي”، لتعلن مصر من جديد أن مواجهة الأمية ليست مجرد قضية تعليمية، بل مشروع وطني وحضاري يمس جوهر الكرامة الإنسانية.

وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد اللواء مهندس رائد هيكل – رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار – أن الاحتفال لا يقتصر على مناسبة دولية، بل هو تجسيد لإنجازات حقيقية انعكست على حياة مئات الآلاف من المصريين الذين خرجوا من ظلام الأمية إلى نور المعرفة. وأوضح أن الهيئة تمكنت خلال العام المالي 2024/2025 من محو أمية ما يقرب من 800 ألف مواطن في مختلف المحافظات، مع خطة طموحة للوصول إلى أكثر من مليون مواطن خلال العام الجاري.

وأشار هيكل إلى أن مفهوم الأمية قد تغير، فلم تعد الأمية فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل أصبحت أيضًا أمية رقمية تحد من قدرة الأفراد على مواكبة التغيرات التكنولوجية. ومن هنا جاء توجه الدولة لدمج التعليم الأبجدي بالتعليم الرقمي، بما يخلق جيلًا قادرًا على إنتاج المعرفة وتوظيفها في خدمة المجتمع والتنمية.

ووفقًا للمؤشرات التقديرية حتى 30 يونيو 2025، بلغ عدد الأميين في مصر من الفئة العمرية (15 سنة فأكثر) حوالي 14.4 مليون مواطن بنسبة 20.8%، بينهم 17.2% من الذكور و24.6% من الإناث، وهي أرقام تكشف ضخامة التحدي، لكنها تعكس في الوقت ذاته تراجعًا ملحوظًا بفضل الجهود الوطنية المكثفة.

وتؤكد الهيئة أن استراتيجيتها لمحو الأمية لم تقتصر على التعليم الأبجدي فقط، بل امتدت لدمج التعليم مع المهارات الحياتية، والتدريب المهني، والتمكين الاقتصادي للمتعلمين الجدد، بما يحول المعرفة إلى أداة لبناء مستقبل أفضل.

كما توجهت الهيئة بخالص التقدير إلى شركاء النجاح من مؤسسات الدولة، وعلى رأسها: القوات المسلحة، وزارة الداخلية، وزارة التضامن الاجتماعي، وزارة الشباب والرياضة، الجامعات المصرية، ومنظمات المجتمع المدني، مؤكدة أن تكامل الجهود الوطنية هو الطريق نحو تحقيق الحلم الأكبر:

“مصر بلا أمية.. ومجتمع رقمي لا يترك أحدًا خلف الركب.”

شارك هذه المقالة