كتب أمجد القيسي
نظّمت لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، بالتعاون مع المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، صالونًا نقاشيًا بعنوان “إعلام تحت القصف: تقييم تموضع الفضائيات الإخبارية في تغطية حروب الشرق الأوسط”، بمقر النقابة، بمشاركة نخبة من كبار الإعلاميين والخبراء.
ناقش الصالون انعكاسات الحروب والنزاعات المسلحة على مهنية الفضائيات الإخبارية العربية والمصرية، والتحديات الميدانية والمهنية التي تواجه الصحفيين في مناطق الصراع، إلى جانب الضغوط النفسية والإنسانية التي يتعرض لها الإعلاميون أثناء التغطية.
استهل الكاتب الصحفي محمد السيد الشاذلي، رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية، الجلسة بدعوة الحاضرين للوقوف دقيقة حداد على أرواح الصحفيين والإعلاميين الذين استشهدوا في مناطق النزاع، مؤكدًا أن التغطية في بيئات القصف تجعل الصحفي في أحيان كثيرة جزءًا من الحدث وضحية له، لا مجرد ناقل له. وأشار إلى أن غزة تمثل النموذج الأبرز اليوم، حيث تحوّل الصحفي هناك إلى شاهد وضحية في آن واحد، في مواجهة محاولات الاحتلال طمس الحقيقة.
من جانبه، أكد نقيب الصحفيين خالد البلشي، تبني النقابة دعوة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، مشددًا على ضرورة توفير وسائل حماية أكبر للصحفيين، ووقف الجرائم التي أودت بحياة أكثر من 230 صحفيًا فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضح سكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم، أن موقف النقابة الداعم للقضية الفلسطينية ثابت منذ عام 1980، مشيرًا إلى تنظيم عشرات الفعاليات للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء العدوان.
وتناول المتحدثون الجوانب المهنية والسياسية للتغطية الإعلامية، حيث أشار سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إلى أن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن الميدانية، مؤكدًا أن النصر سيكون للرواية العربية الصادقة. فيما أكدت الإعلامية منى سلمان أنها تركت قنوات دولية عندما تعارضت سياساتها مع قناعاتها بشأن القضية الفلسطينية.
ودعا رئيس قناة النيل للأخبار أسامة راضي، الإعلام العربي إلى لعب دور مبادر في تصدير الحقائق إلى الرأي العام الغربي، بينما شدد عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي، على ضرورة صياغة الأسانيد القانونية والأخلاقية بما يضمن وصولها إلى الإعلام الغربيكما أشار الإعلامي محمد صلاح الزهار إلى أهمية تطوير الخطاب الإعلامي العربي ليخاطب الإعلام الدولي بلغته وأدواته، فيما لفت الخبير الإعلامي د. ياسر عبد العزيز إلى أن الحروب الأخيرة كشفت عن تراجع المهنية في الإعلام الغربي وفقدانه لمكانته كمعيار مهني، مما يستدعي إعادة تقييم المنظومة الإعلامية عالميًا.
واختُتم الصالون بالتأكيد على أن الإعلام، رغم كونه سلاحًا في زمن الحروب، يظل أيضًا جسرًا للحقيقة ووسيلة لصون الذاكرة الإنسانية في مواجهة محاولات التزييف والطمس.