المنظمة العربية لحقوق الإنسان تجدد إدانتها لجريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة

4 دقيقة للقراءة

جددت المنظمة العربية لحقوق الإنسان إدانتها لجريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة المحتل، وتحمل المجتمع الدولي المسئولية عن استمرار هذه الإبادة للشهر الـ22 على التوالي.

وبينما خلقت الأحاديث والتغطيات الإعلامية المكثفة والمبالغ فيها لمفاوضات الوساطة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قدراً من التفاؤل الذي لا أساس له، وجرى تعميق ذلك بالأجواء التي أشاعتها تصريحات وتسريبات منسوبة لمسئولين أمريكيين، فقد كانت الحقيقة الوحيدة الدامغة تؤكد أن المفاوضات أدت إلى تشتيت البصر جزئياً عن المذبحة الجارية في قطاع غزة، فيما أدى العدوان الإسرائيلي جنوبي سوريا إلى تشتيت إضافي.

ومساء أمس، قال السكرتير العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” أن الجوع يطرق كل باب في غزة، وأننا لا نحتاج إلى النظر أبعد من مشهد الرعب في غزة -الذي بلغ مستوى لا مثيل له من الموت والدمار في الآونة الأخيرة، محذراً من أن سوء التغذية في ازدياد، وأن العالم يشهد الرمق الأخير لنظام إنساني قائم على المبادئ الإنسانية، مضيفا أن “هذا النظام يُحرم من شروط العمل، وتقديم المساعدة، والأمان خلال إنقاذ الأرواح، ومع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية وإصدار أوامر نزوح جديدة في دير البلح، يتراكم الدمار فوق الدمار”.

خلال الأيام الأخيرة، حذرت اليونيسيف من أن مستوى سوء تغذية الأطفال في قطاع غزة وصل مستوى “المميت”، ووصل إلى مستويات “كارثية”، وحذرت من شُح المياه إلى ما دون مستوى الطوارئ.

وقال برنامج الغذاء العالمي أن أزمة الغذاء في غزة بلغت مستويات “مذهلة من اليأس”، وأن ثلث السكان على الأقل يقضي أياماً متتالية بدون تناول الطعام، وأشار إلى أن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد.

وكان مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة قد نبه إلى زيادة المخاطر على الفئات الأكثر ضعفاً مع استمرار وتصاعد العدوان الذي يطال الجميع بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة وكبار السن الذين يكافحون للحصول على ما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة، وتزداد عزلتهم، موضحاً أن أكثر من 80 بالمائة من الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة فقدوا كراسيهم المتحركة، وأجهزة السمع، والمشايات، وغيرها من الأجهزة المساعدة، ومع تقييد حركتهم، يواجه “الأشخاص الضعفاء تحديات عديدة، بما في ذلك الحرمان من الحصول على المساعدات الإنسانية، والتمييز، والوصم، والتعرض للذخائر المتفجرة”.

وتشير مصادر مستقلة إلى وفاة ما لا يقل عن 110 شخصاً نتيجة الجوع في غزة، بينهم 80 طفلاً على الأقل.

وكانت وكالة الأونروا قد أشارت منتصف الشهر الجاري إلى معاناة عشرات الآلاف من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية في قطاع غزة وفقاً لسجلات عملات طواقمها الطبية منذ 2 مارس/آذار 2025.

وبموجب تقييم برنامج الغذاء العالمي السابق الإشارة إليه أن ثلث السكان في قطاع غزة يعانون من الجوع وفقدان الغذاء لأيام متتالية، فإن قطاع غزة وقع في براثن كارثة المجاعة التي تقع عندما تبلغ تقديرات المجاعة 20 بالمائة من السكان في منطقة أو إقليم ما، وهو ما يستلزم التحرك فوراً من جانب منظمات الأمم المتحدة لإعلان غزة منطقة مجاعة بما يكفل وضع خطة دولية عاجلة للاستجابة الإنسانية لهذا الخطر الداهم.

وتبقى 153 دولة طرف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها مسئولة بشكل كامل عن اتخاذ التدابير الفردية والجماعية التي تكفلها الاتفاقية لمنع الاستمرار في وقوع الجريمة، بما يشمله ذلك من تدابير قسرية، يقع أقلها في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجناة، فضلاً عن التدابير ذات الطبيعة الاقتصادية والنجارية لإجبارها على وقف جريمتها.

شارك هذه المقالة