أصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان – الصفحة الرسمية تقريراً موسعاً يناقش الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي وقعت في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد جاء التقرير تحت عنوان “عامان من الإبادة الجماعية في قطاع غزة والفظاعات في عموم أراضي فلسطين المحتلة.”
إشادات وتقديرات للجهود المبذولة
أشادت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بجهود منظمات العمل الإنساني المحلية والدولية في تقاريرها الرامية لتوثيق الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأبرزت المنظمة الدور البارز للنشطاء الحقوقيين والإعلاميين في كشف الحقيقة أمام العالم، رغم المخاطر التي يواجهونها، والتي أدت إلى استشهاد 290 ناشطًا إعلاميًا بينهم 255 صحفيًا مهنيًا.
رصد الفظاعات والانتهاكات
وأوضح التقرير أن ما يجري في قطاع غزة يُعد جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وفقًا لما نصت عليه اتفاقية منع الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وأشار إلى الأرقام المروعة الموثقة، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في القطاع 67 ألفاً، بينهم 22 ألف طفل ونحو 20 ألف امرأة، مع وجود 168 ألف جريح، يتعرض أغلبهم لمعاناة مضاعفة بسبب الدمار شبه الكامل للبنية التحتية الصحية.
التدمير الشامل والتهجير القسري
وأشار التقرير إلى تدمير نحو 95% من البنية التحتية بقطاع غزة، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس والجامعات، بالإضافة إلى تهجير نحو 1.9 مليون فلسطيني داخل القطاع. ووصف التقرير الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون الذين أُجبروا على النزوح، حيث تضيق بهم المخيمات المؤقتة التي تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية.
تحركات دولية مستمرة ولكن بمحدودية
ثمنت المنظمة التحركات الدولية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الدعوى التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر/كانون الأول 2023، والمجهودات الحقوقية التي تمكنت من إيصال القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية رغم الضغوط السياسية الهائلة. وأضاف التقرير أن إحالة قضايا مرتكبي الجرائم إلى المحكمة يشكل خطوة جوهرية لتحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب.
دور النظام الدولي في الفشل بتحقيق العدالة
وأشار التقرير إلى أوجه القصور الحادة في النظام الدولي، معتبراً أن الفشل الجماعي في وقف الفظاعات في فلسطين وتجريم الاحتلال الإسرائيلي يعكس عجز المؤسسات الدولية عن تحقيق العدالة والسلم، خاصة عندما يقارن الموقف الدولي في القضية الفلسطينية بالحرب في أوكرانيا.
رؤية للخروج من المأزق
واختتم التقرير بتقديم توصيات عاجلة تشمل توفير دعم دولي وعربي رسمي وشعبي للمحكمة الجنائية الدولية والجهود الحقوقية الفلسطينية، بالإضافة إلى تعزيز دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للإبقاء على بصيص من الأمل وسط هذه الكارثة الإنسانية المستمرة.


