أشادت سحر شعبان مديرة مؤسسة كيان مصر للتنمية، استشارية تنموية وحقوقية في مجال حقوق المرأة وأستاذة علم الاجتماع، بدور الإيمان والإصرار في مواجهة التحديات الكبرى، حيث استعرضت رحلتها في العمل التنموي والحقوقي الممتدة لـ 25 عامًا، وسعيها الدائم لتحقيق التنمية في المجتمعات الأقل حظًا. وأوضحت أن شغفها الدائم باستكشاف التحديات وخوضها مكنها من التقدم في مسيرتها المهنية والشخصية.
وأشارت إلى تجربتها الشخصية الأليمة بعد إصابتها بسرطان الثدي، التي وصفتها بـ”التحدي الأصعب والأشرس” في حياتها. حيث واجهت المرض بقوة وإيمان، مؤكدة أنه بالرغم من صدمة الإصابة والحالة النفسية الصعبة في البداية، إلا أنها قررت تحويل حالتها من الإنكار إلى الاعتراف بالمرض والانطلاق في معركة العلاج. وبينت أن خطة العلاج تضمنت مراحل متعددة، شملت استئصال الثدي والغدد الليمفاوية، والعلاج الكيميائي والإشعاعي والمناعي، بالإضافة إلى العلاج الهرموني.
وثمنت الدور الكبير للدعم النفسي في تقوية المناعة لمواجهة هذا المرض، مشيرة إلى أنها لجأت إلى الطبيب النفسي منذ بداية العلاج للمحافظة على حالتها النفسية. كما سلطت الضوء على الدور المحوري الذي لعبه أفراد عائلتها وأصدقاؤها في دعمها خلال مراحل العلاج المختلفة، وعلى الرغم من معاناتها الجسدية وآثار العلاج الجانبية، إلا أنها واصلت التمسك بالإيجابية والأمل.
وأضافت سحر أنها أطلقت مبادرة “كوني الأقوى، كوني سحر” لدعم مريضات سرطان الثدي والتوعية بأهمية الكشف المبكر، مؤكدة أن هذه المبادرة كانت لها دور بارز في مسيرتها، إذ قدمت من خلالها الدعم للمصابات على المستويين النفسي والاجتماعي، بجانب تنظيمها لأنشطة ترفيهية وزيارات توعوية. وأكدت أن الاكتشاف المبكر للمرض يُزيد من فرص الشفاء، وهو ما تسعى جاهدة لنشر الوعي به من خلال نشاطاتها المختلفة.
وقالت إن رحلتها مع المرض ألهمتها لتوسيع نطاق جهودها التنموية، حيث أسست منذ عام 2016 وحتى الآن العديد من البرامج التنموية والتوعوية التي تخدم المصابات وذويهم، وتساعد على تجاوز التحديات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وضمان استعادة حياتهن الطبيعية بقوة وإيمان.
واختتمت حديثها بتوجيه الشكر لله الذي منحها القوة لعبور هذه التجربة الصعبة، مشددة على أن رحلتها مع المرض منحتها قوة لم تكن تتخيلها، وفتحت لها آفاقًا جديدة في حياتها المهنية والشخصية، مؤكدة: “أنا أقوى من السرطان”.
