استعرض مركز المشروعات المصرية بمركز ايجيبيشين انتربرايز للسياسات و الدراسات الاستراتيجية، قضية حركة M23 والصراع في الشرق الكونغولي، مشيرًا إلى عمق التعقيدات التي تحيط بالنزاع في منطقة البحيرات الكبرى، حيث تتداخل العوامل الداخلية مع الحسابات الإقليمية والدولية.
وأشاد المركز بدور الباحث إسلام عادل عبد الحكيم في إعداد التقرير، الذي تناول تفاصيل تاريخية وجوانب متعددة للأزمة، منها الأسس التي قامت عليها الحركة والتي تعود إلى اتفاق السلام الموقع في الثالث والعشرين من مارس لعام 2009، حيث نص الاتفاق على دمج مقاتلي المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب (CNDP) في الجيش ومنحهم حقوقًا سياسية واجتماعية.
وأوضح التقرير أن فشل الحكومة الكونغولية في تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل أدى إلى تأسيس حركة M23 عام 2012 على يد مجموعة من المتمردين، معظمهم من أقلية التوتسي، الذين شعروا بالتهميش والإقصاء، ما دفعهم إلى البحث عن اعتراف سياسي وضمانات أمنية وسط تحولات ميدانية معقدة.
وأشار التقرير إلى أن العوامل الإقليمية ساهمت بشكل كبير في تفاقم الأزمة، حيث اتهمت كينشاسا الحكومة الرواندية بتقديم دعم عسكري ولوجستي للحركة، في حين بررت رواندا تدخلها بمخاوف أمنية مرتبطة بتهديدات عابرة للحدود.
وثمن المركز التحليل الذي تناول مظالم التوتسي والانعكاسات العرقية والتاريخية للصراع، مع التركيز على أبعاد النزاع التي تتجاوز حدود الكونغو الديمقراطية إلى مشهد إقليمي أوسع.
وأضاف التقرير أن موازين القوى الميدانية في المنطقة قد شهدت تغييرات مستمرة، ما أدى إلى إخفاق التسويات الإقليمية في تحقيق سلام مستدام، ليظل المشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة تتراوح بين مزيد من التصعيد ومحاولات جديدة للحلول السياسية.
واختتم المركز بتأكيده على أهمية متابعة التطورات الميدانية وتحليل أبعادها المختلفة لفهم الأسباب العميقة للصراع والعمل على وضع حلول فعالة تسهم في استعادة الأمن والاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى.


